لست في مجال ذكر أمثلة لأنواع من الفساد الذي لا يمكن حدوثه إلا في بلادنا، والكثير من القراء يعرف أكثر مما أعرف من تلك الأمثلة، الكل يتحدث، الكل لديه قصة خاصة عما يحدث خلف الكواليس، لم يعد هناك ما يمكن أن يظل مستورا أو مواربا عن الأنظار، إلا عن هيئة مكافحة الفساد التي بدأت تسير مسار غيرها من الجهات التي كنا ننتظر منها عملا مخلصا وأداء بعيدا عن الذهاب إلى المحافظة على الصورة الإعلامية وترك باقي الحبل على الغارب، أغلبكم شاهد الإعلان الذي أطلقته نزاهة، والذي كان مبكرا على إطلاقه، كما كان من الواجب دراسة محتوى الإعلان قبل إطلاقه، محتوى إعلان هيئة مكافحة الفساد يكشف عجزها عن صناعة يد من حديد تلاحق الفاسدين وتحمي المال العام ممن أوصلوا بلادنا لمرحلة متأخرة في قائمة الدول النامية، إعلان يحمل كلاما مجانيا، يحذر من الطمع، لأنه ــ على حد تعبيرهم ــ «يؤدي إلى مجانبة الصواب في كسبه والسقوط في مهاوي الفساد»، هذه رسالة هيئة مكافحة الفساد التي صدمتنا، وما كنا ننتظرها بعد سنوات من الصبر والانتظار لقيامها بدورها الحقيقي؛ لأن الرسالة الإعلامية تكشف بشكل أو بآخر مدى تمكن مرسلها وقوته في إنجاز مهمته، أما هذه الرسالة الإعلامية/ الإعلانية تكشف عجزا كاملا ووهنا تاما في أداء المهمة وكف يد الفاسدين عن العبث بالمال العام، وليس أدل على ذلك من التصريح الأخير لرئيسها الذي قال فيه «لا يستطيع أي أحد أن ينفي وجود الفساد لدينا في السعودية، وهو واضح، ولكن حجمه غير معروف»، ونحن نقول: يا رئيس هيئة مكافحة الفساد لم تأت بجديد، فالكل يعرف أن الفساد لدينا واضح، وتم تأسيس هيئتك لتقيس لنا حجمه وتخبرنا عنه، لا لتقول لنا إن حجمه غير معروف، إذا كانت هيئة مكافحة الفساد لا تعرف حجم الفساد فمن الذي يعرفه؟! من لديه المهمة لتحديد حجم ذلك؟!
Shammriyah76@hotmail.com
Shammriyah76@hotmail.com